ضربات الهاكرز تخترق مواقع حساسة في إسرائيل
واجهت “إسرائيل” أوقاتاً عصيبة، واستنفرت حكومتها كل طاقاتها وأجهزتها الأمنية والعسكرية والإلكترونية والاقتصادية لاحتواء هجوم إلكتروني غير مسبوق عليها شنته مجموعات “الهاكرز” المسماة “أنونيموس”، وهي من دول عربية وإسلامية، على المواقع “الإسرائيلية” الخاصة والحكومية ومواقع حساسة في المجال الأمني والسياسي والمالي .
وبموازاة التكتم الذي اعتمدته “إسرائيل” حيال نتائج الهجوم عمدت إلى التخفيف من وطأته بالحديث عن ضرر محدود، في وقت أقرت وزارة الأمن بنجاح هجوم “السايبر” في تعطيل موقعها على الرغم من الاستعدادات المسبقة التي اتخذتها، وقد سارعت “إسرائيل” إلى طلب النجدة من واشنطن وباريس . كما استنجد الجيش “الإسرائيلي” بشركات حماية أمنية وطلب إخفاء ملفاته، لكن من دون جدوى، ولا سيما بعد تسرب معلومات خطيرة وأسماء لعشرات آلاف العاملين مع أجهزة الأمن مع مواقعهم الإلكترونية الشخصية وبياناتهم الذاتية، علماً أن الهجوم الاكتروني نجح في اختراق موقع “الموساد” .
وأعلنت قناة “الميادين” الفضائية أنها نجحت في الحصول على قائمة بنحو سبعة عشر ألف اسم وجدت ضمن وثيقة من داخل “الموساد” كعملاء ل”إسرائيل”، مؤكدة تحفظها عن نشر هذه اللائحة “في الوقت الراهن” .
ونشر قراصنة فيديو مصوراً ظهرت فيه شخصية “أنونيموس” التي استخدمت كشعار للهجوم الإلكتروني، وهددوا في الفيديو المنشور على موقع “يوتيوب” بإزالة “إسرائيل” عن الشبكة العنكبوتية . وتزامن نشر الفيديو مع تمكن القراصنة من اختراق مئات آلاف المواقع الالكترونية الشخصية والرسمية في الكيان، وعلى رأسها موقع “الموساد” وموقع رئيس الوزراء “الإسرائيلي” والوزارات والمحاكم وبطاقات الائتمان ومواقع التواصل الاجتماعي .
ووجه القراصنة رسالة إلى “إسرائيل” حددوا خلالها ثلاثة أهداف لهجومهم الإلكتروني، وهي: “إزالة الكيان “الإسرائيلي” بشكل ممنهج من شبكة الانترنت، وكشف الخطط المستقبلية وجرائم الاحتلال ضد الإنسانية”، أما الهدف الثالث فقد أبقاه القراصنة غير معلن، قائلين إنهم سيقدمونه “هدية” ل”إسرائيل” . وأضافوا في رسالتهم إنهم سامحوا “إسرائيل” لفترة طويلة من الزمن إلا أنها مستمرة في جرائمها ضد الإنسانية” .
وزعم البروفسور يتسحاق بن “إسرائيل” رئيس ما يسمى المجلس الوطني للبحوث والتنمية لإذاعة الجيش “الإسرائيلي” أن الضرر “غير محسوس تقريباً” . وتابع أن هذا “يعود إلى استعدادنا مقدماً” . وأكد غاي مزراحي وهو المؤسس لشركة الاستشارات “الإسرائيلية” لحماية البيانات (سايبريا) أن المواقع الإلكترونية “الإسرائيلية” كانت تتعرض “لهجوم كبير” في الأيام القليلة الماضية . وقال لإذاعة الكيان “البارحة (السبت) كان هجوماً عاصفاً، لقد تعرض عدد من المواقع الالكترونية الحكومية للقرصنة وتركت رسائل على بعض منها، وسرقت بيانات من أخرى” . وتابع “هذا لا يعني أنه ستتم إزالة “إسرائيل” عن الإنترنت أو أن إشارات المرور ستتوقف عن العمل غدا ولكن هذا بالطبع هجوم كبير” .
واعترفت صحافة “إسرائيل” أن (أنونيموس) نجحوا فعلاً في عزلها عن العالم لساعات عدة، وأنهم أسقطوا مواقع السيادة “الإسرائيلية” ورفعوا عليها صورة الأسير سامر العيساوي، فيما كتبت صحف أخرى عن الاستعداد “الإسرائيلي” للهجوم المقبل .
وأقرت صحيفة “معاريف” وغيرها من المواقع الاخبارية في أخبارها الرئيسة بسقوط عدد من المواقع بيد “الهاكرز”، منها مواقع رئيس الوزراء، وزارة الحرب، وزارة التربية والتعليم، وزارة البيئة، الصناعات العسكرية “الإسرائيلية”، مكتب الاحصاء، مكافحة السرطان، وعشرات المواقع السيادية، إلى جانب عشرات آلاف المواقع الصغيرة ومئات آلاف الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وإن “إسرائيل” لم تتمكن من إعادة تشغيلها إلا بعد ساعات عدة .
وكشفت “معاريف” أيضاً أن هناك مواقع بنكية وأخرى حساسة جداً جرى اختراقها .
وتداعى جيش الاحتلال واستخباراته المختلفة لعمل خطة حماية من هذه الحرب التي أطاحت بمواقع “إسرائيل”، حيث نجح الهاكرز في اعادة فيروسات القراصنة “الإسرائيليين” إليهم بعد أن حاولوا الرد بهجوم معاكس .
الضعف “الإسرائيلي” في مواجهة هجمات “السايبر” استدعى طلب الاستغاثة من دول متحالفة معها، حيث لم تعد “إسرائيل” تكابر أو تستهين بحرب “الهاكرز” كما فعلت في بادئ الأمر .
ووفقاً للصحيفة، فقد تسربت معلومات خطيرة وأسماء لعشرات آلاف العاملين مع أجهزة الأمن “الإسرائيلية” مع ايميلاتهم الشخصية وبياناتهم الذاتية . وقدرت شركات الحماية السيبرية في “إسرائيل” أن الهاكرز تمكنوا حتى الآن من إسقاط 2700 موقع “إسرائيلي” بشكل كامل .
وأضافت “معاريف” إن “المؤشرات الأولى لهجمة أمس تحدثت عن تعطيل مواقع واختراق آلاف الحسابات الإلكترونية، وأن الهجوم الإلكتروني على “إسرائيل” من شأنه أن يمنع الدخول إلى المواقع، والعدوى بفيروسات وأحصنة طروادة” . وقالت إن ما تسمى “هيئة السايبر القومية” أوصت المؤسسات الكبيرة بمنع الدخول إلى مواقعها من الخارج . (وكالات)